الطب النبوي هو الطب المأخوذ من أحاديث المصطفى () وسنته وما ينطق عن الهوى و إن ما وصفه لنا لصدق ولكن الشفاء بيد الله حتى وإن كان الدواء نافعاَ. ويجب علينا أولاَ اليقين عند التداوي بالسنة فلا يصح أن نتداوى بها ونحن في شك أو لتجريب صحتها حتى وإن لم يتم الشفاء فالشافي هو الله عز وجل (وإذا مرضت فهو يشفينِ ) وإن المسلم إن فعل ذلك كان منكراَ لصدق الرسول فكيف يشفيه الله إذن بذلك الدواء الذي يشك فيه.
ثانياَ يجب دعاء الله والتضرع له وطلب الشفاء منه فهو عز وجل إن أراد شفاء عبد جعل الدواء يوافق الداء ويشفى العبد بإذنه.
ثالثاَ الابتعاد عن الذنوب والمعاصي وقطع الرحم والمال الحرام ففي ذلك مدعاة للمرض و أقرب أن يعمَّ الله العبد بنقمه ثم كيف يطلب من الله الخير وهو يعصيه فهذا فيه سوء أدب مع الله تعالى بل يجب تقديم الخيرات بين يدي الدعاء مثل الصدقة وقيام الليل وقد قال رسول الله () : " داووا مرضاكم بالصدقة وعطروا أموالكم بالزكاة " أو كما قال كما عليه صلة الرحم وبر الوالدين فإنها تبارك العمر كما ورد في الحديث فهذا أحرى أن يستجيب الله الدعاء ويشفي المريض.
رابعا عدم القنوط من رحمة الله فربما كان تأجيل الشفاء لحكمة يعلمها الله لغفران ذنب أو ابتلاء ليؤجر العبد فإن من أحبه الله ابتلاه وليداوم المريض على التضرع دون ملل أو كلل وكله ثقة في الله القادر مهما طال المرض وليقول كما قال سيدنا أيوب عليه السلام بأدب وخشوع ( رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ) وقال (رب أني مسني الشيطان بنصب وعذاب ).
خامسا ليسعى المريض جاهدا للتداوي متخذا كل الأسباب متكلا على الله ولا يتقاعس ولا يتكاسل متواكلا على الدعاء وإن الله لا يحب العبد الكسول ولا يعطيه أمله وقد قال رسول الله () : " تداووا عباد الله فما خلق الله داءاً إلا وخلق له دواء علمه من علمه وجهله من جهله " أو كما قال ففي الحديث حث على التداوي واتخاذ الأسباب وليلجأ لأولي العلم والخبرة والأمانة والتقوى.