عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ
أو شُرفتانِ راحَ ينأى عنهما القمرْ
عيناكِ حينَ تبسمانِ تورقُ الكرومْ
وترقصُ الأضواءُ ... كالأقمارِ في نهَرْ
يرجُّه المِجدافُ وهْناً ساعةَ السَّحَر
كأنَّما تنبض في غوريهما ، النّجومْ
وتغرقانِ في ضبابٍ من أسىً شفيفْ
كالبحرِ سرَّح اليدينِ فوقه المساءْ
دفءُ الشِّتاءِ فيه وارتعاشةُ الخريفْ
والموتُ ، والميلادُ ، والظَّلامُ ، والضياءْ ؛
فتستفيقُ ملءَ روحيَ ، رعشةُ البُكاءْ
ونشوةٌ وحشيَّةٌ تعانقُ السَّماءْ
كنشوةِ الطفلِ إِذا خافَ مِنَ القمرْ
كأنَّ أقواسَ السَّحابِ تشربُ الغيومْ
وقطرةً فقطرة تذوبُ في المطرْ ...